مرحبا بكم. زيارة ممتعة

أغلق بيل كلومبو (Belcolombo) سنة 2005 مَرْسَمَهُ خارجا للبحث عن مكان أو فضاء مناسب للاستقرار.

في سنة 2007 ترك منطقة بوجوليه Beaujolais القريبة من مدينة ليون Lyon الفرنسية من أجل العيش والاستقرار في المغرب الذي تربطه به علاقة وطيدة منذ 1973؛حيث سيشرع في إبداع أعماله الفنية في مرسمه الكائن بمدينة مكناس المغربية.

بعدما كان رساما مائيا اتجه بيل كلومبو ،في سياق تطور وانفتاح أبحاثه، إلى الرسم الزيتي، حيث توالت رسوماته عن طريق تقنية السكين. إن قوة مزاجه الجلية التي تشتغل على قُمَاشة الرسم تبدو بارزة بمعناها الفطري للون، حيث تتأسس لوحاته- في سعيه إلى التكاملية- على أزرق فاخر، وتحقق اكتمالها من خلال تعددية يُبلورها لون أصفر قوي واهتزازات زاهية، ووحدة كبيرة تتجلى من خلال حضور كلي للحركة في المادة والألوان، وبطبيعة الحال في البناء الفني.

فمن خلال أصالة أسلوبه التشكيلي، يحاول بيل كلومبو باعتباره فنانا تشكيليا ذائع الصيت، أن يجعلنا نكتشف رؤية مغايرة للفن التشكيلي.إنه فنان يحاول من خلال مضاعفة لعبة الألوان والمواد والأشكال، أن يترجم لنا مشاهد طبيعية مستوحاة من فنيس Venise وتوسكان Toscane والمغرب Maroc وبرفانس Provence"..

يُعالج بيل كلومبو الطبيعة بطريقة جد شخصية غير وصفية؛ و تبقى الورود موضوعته المفضلة باستمرار، فمن خلال إجراءات متعددة، تجعل مكوناتها تبدو جد مسرحية،إذ تتمكن من الوصول إلى هذه القيمة الخاصة: يبدو توزيع الورود وتَجمُعُهَا في اللوحة الفنية بمثابة نوع من الرقص، بل ونعثر في إبداعاته الفنية على إيقاع وحركة. لقد منح حُبُ هذا الفنان للألوان الصافية الحية والأكثر ابتهاجا للوحاته نَفَسا سَمْفُونِيا براقا، مثلما رفع توظيف تقنية "السكين" في النسيج السميك والقوي في تركيبته من الطابع المُغْري لأعماله الفنية.

ورود كلومبو دائما سعيدة وفرحة، وكأنها تحاور الذين يتأملونها إلى درجة نتمنى فيها لو نلمسها بأيدينا !.. تمنح هذه الورود "للمُحْترف" مثلما تمنح "للمتجول" العادي والظَرْفي، بهجة وعنفوانا وطاقة مثل التي نحس بها أمام لوحاته. لا شيء يبدو ثانويا: وكأن أن كلومبو يسعى إلى معانقة الأساسي والجوهري من خلال "البساطة الرقيقة".